أهمية التوجيه المهني قبل الالتحاق بالمؤسسات التعليمية العليا
تعتبر عملية ومرحلة اختيار الطلبة للتخصص العلمي أو المسار التعليمي من أهم المراحل التي يهتم بها الطلبة، إلا أن هذه المرحلة وأنا لا اقصد المرحلة الزمنية بقدر اهتمامي بالعملية نفسها أي اختيار التخصص والمسار وحتى اختيار نوعية الكلية أو الجامعة التي ينوى الشخص الالتحاق بها.
إلاّ انه ما زال حتى اليوم هنالك تدخل من قبل الأهل في هذه العملية، فإن هذه المرحلة تخضع لعدة عوامل أهمها رغبة الآباء بتحدد مستقبل الأبناء. أضف إلى ذلك العوامل التي تتعلق بالقواعد والتنظيمات التي تفرضها المؤسسات التعليمية من شروط قبول في حالات عديدة تكون بمثابة العامل لتعجيز الطلبة .
ولا شك أن لعامل اختيار ورغبة الأهل بتحديد مسار التعليم للطلبة يكون بمثابة عائق لضمان نجاح الطلبة أو التفوق بالمجال التعليمي الذي اختاره الأهل للأبناء دون الأخذ بعين الاعتبار ميول الأبناء ورغباتهم والأهم من كل ذلك قدراتهم.
فإننا متفقين أن لكل إنسان القدرة العقلية الخاصة به وان الفروق بين الأشخاص في هذه القدرة تميز كل شخص وشخص من خلال التحصيلات العلمية التي يحصل عليها أثناء تعليمه.
إن حرية اختيار الأبناء المسار التعليمي الذي يرغبه ويشعر بميل قوي اتجاه يكون بمثابة الخطوة الأولى للتفوق وليس مجرد النجاح فقط. إلا إنني لا أطالب بمبدأ حرية الاختيار، وأن نترك الطلبة دون أي توجيه وإعداد ومرافقة، إن عملية التوجيه التربوي أو المهني أصبحت في هذا الوقت الحاضر أمر ضروري ولا بد منه، وهو يتضمن المساعدة الفردية التي يقدمها الموجه للطلبة الذي يحتاج لمساعدته، فمن خلال هذا التوجيه نكون قد اعددنا إنسان ناجحا قادرا على أن يحقق ذاته في الميادين الدراسية والمهنية وغيرها من المجالات الحياتية، وان يتفوق بالدراسة فيها بدرجة تحقق له الشعور بالرضا والسعادة والاكتفاء الذاتي .
ومن هنا نرى ان للموجه المهني دور كبير بمساعدة الآباء والأبناء على تخطي هذه المرحلة بسهولة ونجاح وذلك من خلال إتباع بعض هذه الأمور:
1- مساعدة الطالب على تقيم نفسه ومعرفة قدراته، ومحاولة إيجاد المسار المناسب للقدرات والتوجه الشخصي لكل فرد وفرد.
2- التعرف على الإمكانيات التربوية المتاحة في المؤسسات التعليمية.
3- التعرف على أسماء المعاهد والكليات والجامعات التي يمكنها مساعدته بإيجاد المسار التعليمي الملائم.
وأخيرا مهم جدا أن أشير لأهمية إعطاء الطلبة حرية الاختيار للمسار والكلية التي يرغب الالتحاق بها مع توجيه تربوي مهني، نضمن بذلك إرضاء جميع الأطراف واهم من كل ذلك نضمن نجاح وتفوق الطلبة.